بقلم:

آية أبوسعيدة

مدربة مناظرات
مؤسسة الحوار والمناظرة
طرابلس

هبة عبدالحميد

مدربة مناظرات
مؤسسة الحوار والمناظرة
مصراتة

جوهر علي

مدرب مناظرات
مؤسسة الحوار والمناظرة
اسطنبول

“ما اقتنعتش!” 

 

ممكن أحد أصدقائك يقولّك الجملة هذي بعد ساعتين من شرح الأسباب والتفصيل في محاولتك لإقناعه بشيء معيّن، ونقدروا نقولوا إنَّ السبب ممكن يكون واحد من اثنين: إمّا حججك ما كانتش كافية، أو معيار الاقتناع عند الطرف الآخر مختلف. 

 

الإقناع معناه أنّك تغيّر وتأثّر، مثلًا تخلّي الشخص يغيّر آراءه ومعتقداته، أو تخلّيه ينفّذ فعل معيّن. وفي المناظرة، نقدروا نعتبروا أنَّ الإقناع هو الغاية النهائيّة ليها، لأنّك لو كنت في مناظرة تنافسيّة حتكون في سعي إلى إقناع الحكّام، ولو في مناظرة حقيقيّة حتكون تحاول تقنع الطرف الآخر أو الجمهور، وهذا يكون عن طريق محتوى محاججتك وطريقة طرحها. 

 

للأسف، ما فيش وصفة سريّة للإقناع، وما فيش غالبًا معيار محدّد وواضح ومعمّم على الجميع للاقتناع، لأنَّ البشر يقتنعوا بطرق مختلفة، وتكون راجعة لآثار وأسباب متعدّدة زي الظروف اللي عاشوها والبيئة اللي همّا منها والتحيّزات المسبقة اللي عندهم وغير ذلك، فيه اللي يميل للحجج والأسباب العاطفيّة أو الأخلاقيّة، وفيه من يشوف أنَّ النفعيّات والمنطق أكثر أهميّة، وفيه اللي أصلًا ما يتأثّرش بالمحتوى بقدر ما يتأثّر بطريقة عرضه وطرحه وكيف ينقال. 

 

بشكل عام، فيه توجيهات عامّة ممكن تُتّبع لتمكينك من إقناع شريحة أكبر من الناس (الشي اللي حيفيدك في المناظرة)، مش حنقدروا نغطّوها كلها هنا، لكن ممكن أهم وحدة فيهم تكون “التبسيط”، بعّد عن التعقيد في شرحك للمفاهيم، وتخيّل نفسك في خلال خطاباتك معلّم يشرح لطلّابه أو أخ يشرح لخوه الأصغر، رتّب الأفكار بتسلسل منطقي، جرّد المفاهيم وركّز على جوهرها بدلًا من ثانويّاتها، واطرحها بطريقة جيّدة وبنبرات صوت مناسبة. 

 

قوللنا، تعتبر في نفسك شخص كويّس في الإقناع؟ ولّا ديما يردّوا عليك بالجملة اللي في أوّل سطر؟  

 

0 Shares: