أنا فاطمة جمعة وهذه قصّتي مع منصّة حصّة وعالم المناظرة..
في بداية عام ٢٠٢١ بدأت أسمع عن المناظرات قليلا من خلال ما رأيته على التلفاز، ولكنّي لم أعرف ما هي ولا حتى ضوابطها، كنت أتصور إنها حوارية عن أراء شخصية من دون ضوابط وأحكام –وهي التي أسميتها لاحقًا (الضوابط التي ميّزت المناظرة) خطر ببالي أن أتبنى فكرة هذه المناظرة بمفهومها البسيط جدا وأن أطبقها في وسطي الجامعي زعماً مني أن الموضوع بكل هذه البساطة.
أخذت أبحت في (جوجل) عن ماهيّة المناظرة ولكن كما نعلم جميعا أن أقرأ عن ما هي المناظرة دون مشاهدة ومعرفة الأساسيات بتطبيق واقعي أمر صعب، فأخذت أبحث عن جامعات قامت بهذا العمل ولم أجد ما أريد، وفي طريقي في البحث وجدت مؤسسة الحوار والمناظرة!
حاولت أن أتواصل معها أيضا لأني لا أعرف شيئا ولو بالقليل عن المناظرة وكانت هذه المحاولة في شهر أبريل (٤) وعندما استصعب عليا الأمر تركت البحث والمحاولة، ولكن شاء الله أنّه في شهر يونيو (٦) من ذات العام رأيت إعلان من قِبل نادي بازيليكا للمناظرات أن هناك تدريب (أساسيات المناظرة) في مدينة بالقرب من مدينتي ولم أتردد للحظة في التسجيل ولم أصدق أن ما كنت أتمنى معرفته اليوم أصبح ممكنًا!
أدخلت البيانات مسرعةً وخلال يومين جاءني الرد بالموافقة من قِبل الكوتش (أحمد بالفقيه) وكانت الفرحة تغمرني وأخذت الأساسيات من مدربي بازيليكا جزاهم الله خير الجزاء دون استثناء وبمجرد الانتهاء من التدريب بدأنا نحن كمتناظرين نتدرب مع بعض وكان هناك زميل لي جزاه الله خيرا أخبرني على أن هناك منصة اسمها (حصة) تفصِّل أكثر في الأساسيات وبالإمكان الرجوع لها متى ما شئت وساعدني في التسجيل وتحمست للاستفادة؛ وكان الشرح على المنصة مُبسَّط وسلِس وشيّق من قِبل الكوتش جوهر جزاه الله خيراً
أخذت المستوى الأول وكان مشابه جداً لما أخذته في تدريب الأساسيات مع بازيليكا، ولكن حصّة كانت بمثابة دعم وتثبيت للأساسيات، هذا المستوى أخذت وقت طويل لاستكماله بسبب ظروف الكهرباء حينها بالإضافة لظروف خاصة، ولكنني كنت مُصرة لاستكمال هذه التدريبات خصوصا أن المعلومات فيها ممتازة لمبتدئة مثلي، وكان عامل أن الفيديوهات قصيرة داعم للاستكمال والاستفادة بالإضافة لأسلوب الطرح المشوق ومع هذا استكملت المستوى الأول والثاني واستفدت وتعرفت أكتر على مباني المناظرة وأن هناك فروقات في ما بينهما وغيرها من المعلومات التي تدفعني لأن أنصح الجميع بالاشتراك في المنصة ومشاهدة الفيديوهات لكل من يود معرفة المناظرة وعالمها المشوق.
ومن بعد ذلك استكملت المستوى الثالث بالتزامن مع الجلسة التعميقية من قِبل النادي وكان فحوى الجلسة والمستوى يتمحور حول الأسئلة الستة فكانت الاستفادة عظيمة ومن هنا وبفضل الله وبفضل كل ما ذكرته تم اختياري من قبل النادي عن مدينة (القره بوللي) بصحبة زملائي لتصفيات البطولة الوطنية التي مبدئيا كل نادي يقوم بها على مستوى المدن التي تم تدريبها وذهبنا لمدينة الخمس من أكثر من مدينة جمعتنا المناظرة. أخذنا نتناظر جميعا بروح الفريق الواحد دون معرفة سابقة ببعض، ولكن هذه أسمى سِمات المناظرة والمتناظرين وتمّت التصفيات وكان ترتيبي من هذه التصفيات المركز الثالث كفريق.
زعلت بعض الشي لعدم التأهل ولكن كان جبر الله لي على هيئة سؤال من قبل الكوتش (أحمد بالفقيه) قال فيه: ما رأيك في المشاركة في البطولة الوطنية لمناظرات الجامعات؟ وتكوني ممثلة لجامعة المرقب بصحبة فريق أكتر من رائع!
لم أفكر كثيرا وبادرت بالموافقة، وهذه فرصة سأبقى دائما ممتنة لها ولمن أتاحها لي خصوصا في بداية مسيرتي التناظرية. ومرَّ يوم أو يومين وبدأت تصفيات البطولة آون لاين والحمدُ لله بفضل الله تأهلنا للمرحلة التالية الواقعية في مصراتة وبجدارة
والحمد لله أننا بعد ذلك تأهلنا لبطولة العالم التي ستقام في بدولة قطر والتي سنعمل جاهدين فيها على تشريف دولتنا الحبيبة ونسأل الله أن يكتب لنا شرف تشريف دولتنا الحبيبة.
ختامًا لقصتي المطولة التي حاولت جاهدةً تقليص أحداثها بقدر المستطاع، أشكر كل من سيتفرغ لقراءتها وأتشرف جدا لمشاركتها معكم كما أشكر كل من ساهم ولو بالقدر البسيط في دخولي لعالم المناظرات سواءً بالكلمة أو بالفعل أو بإتاحة الفرص أو بالدعاء وأشكر كل القائمين على مثل هكذا بوادر طيبة ونسأل الله أن تُجنى ثمارها أكثر وأكثر في بلادنا وننصح الجميع بدخول عالم المناظرات لأنه وبكل تأكيد ستنبهر بهذا العالم والأكثر ستتعلم كيف عليك أن تتقبل وجهات النظر وأن تنظر لكل موضوع بأكثر من زاوية وتكتشف أشياء في نفسك تسعدك وتبهرك، وأخيرا الشكر الأول والأخير والأكبر لوالديَّ الذين تكفيني مئات السطور لشكرهم